إن إنشاء وحدات التوعية الفكرية هو امتداد واستكمال لجهود المملكة ودورها القيادي في محاربة التطرف والإرهاب والعنصرية، وما حققته من انجازات في هذا المجال لمصلحة الأمن العالمي..
أعلنت وزارة التعليم عن إنشاء وحدات للتوعية الفكرية في جميع إدارات التعليم والجامعات. وهي حسب تصريح معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ تهدف الى تعزيز القيم الحميدة مثل الولاء للدين والولاء لولاه الأمر والانتماء للوطن، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش، والوقاية من الفكر المتطرف ومعالجه آثاره، وتشجيع المبادرات العلمية والبحثية في القضايا الفكرية.
أبدأ حديثي عن هذا الموضوع المهم بضم صوتي إلى صوت الزميل الأستاذ خالد السليمان في مقال له بعكاظ عن وحدات التوعية الفكرية.
الاستاذ خالد يقترح -وهو محق في ذلك- توسيع نشاط وحدات التوعية الفكرية ليشمل كافة أنواع التعصب القبلي والمناطقي وحتى الرياضي.
بيئة التعليم ليست لاكتساب المعارف والمهارات فقط بل هي بيئة تربوية في المقام الأول تعمل على تعزيز الأخلاق، والتفكير الايجابي، والمساواة، والاعتدال، والعمل وما ينتج عنه من انجازات بناءة للصالح العام، ونبذ التفاخر بالمظاهر أو الانتماءات القبلية أو المناطقية.
من المهم لتحقيق أهداف وحدات التوعية الفكرية إعداد الخطة العلمية والإدارية والتقنية والتربوية بمشاركة علمية وعملية من خلال المختصين، وأيضا من خلال جهات ذات علاقة مباشرة بهذا الموضوع مثل مركز عدالة، وهيئة حقوق الإنسان، ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.
إن نجاح هذه الوحدات يعتمد على عوامل عديدة منها أنشطة هذه الوحدات وما تقدمه من برامج وفعاليات تتفق مع الأهداف. العامل السابق مهما كان جيدا لن يكون له أثر إلا إذا كانت وسيلة الوصول الى المتلقي وسيلة غير تقليدية. المحاضرات والتوعية المباشرة لا تحقق التأثير المطلوب مقارنة بالأساليب الحديثة التي تعتمد الطرق غير المباشرة والحالات العملية وورش العمل ومنتديات الحوار.
إذا كان ما سبق يفتح المجال للتساؤلات فإن معالي وزير التعليم يوضح دور وحدات التوعية وأهدافها وطبيعة عملها على النحو التالي: (الوزارة تسعى من خلال هذه الوحدات الى تعزيز الحصانة والحماية الذاتية بأن ترصد الوزارة الظواهر السلبية وتحللها وتقدم البرامج العلاجية لها) يمكن القول عن هذا الهدف إنه يمثل الجانب الرقابي، أما الجانب التوعوي فيتمثل في قول الوزير: (ستعمل الوحدات وفق اختصاصها على تنفيذ الخطط والبرامج والأنشطة والفعاليات التي تعد إنسانا يتمسك بثوابته الدينية وقيمة الوطنية ويفتخر بوطنه ويفتخر بوطنه وقيادته وحضارته وتاريخه ورموزه الوطنية ويتحلى بقيم الوسطية والاعتدال).
لا شك ان بيئة التعليم بيئة تأسيس وبيئة قيادية في نفس الوقت عندما يتعلق الأمر بمفاهيم وممارسات القيم الإنسانية مثل التسامح واحترام الحقوق والواجبات ورفض التعصب والكراهية والتمييز بكافة أشكاله.
المدرسة أرض خصبة لغرس القيم، والجامعة بيئة ناضجة للتثقيف والتطوير وتعزيز الاتجاهات الايجابية وتنمية المهارات البحثية، والتفكير الموضوعي.
إن إنشاء وحدات التوعية الفكرية هو امتداد واستكمال لجهود المملكة ودورها القيادي في محاربة التطرف والإرهاب والعنصرية، وما حققته من انجازات في هذا المجال لمصلحة الأمن العالمي وليس لمصلحتها فقط. نجاحات أمنية وفكرية ودور إنساني بلا حدود يمد يد العون لكل إنسان بمعايير إنسانية لا سياسية.
وحدات التوعية تأسست بحيثيات منطقية واقعية إنسانية لتقوم بدور وقائي وثقافي وأمني. إنه الأمن الفكري الذي يحقق الأمن للجميع ويوفر بيئة إنسانية للبناء والإعمار والتنمية والحقوق للجميع. أهمية أهداف هذه الوحدات وأسباب إنشائها تتطلب الإعداد بتأن للطرق والوسائل والكيفية التي ستحقق تلك الأهداف بفعالية.




http://www.alriyadh.com/1876865]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]