كانت ليلة توزيع الجوائز الثقافية الوطنية عرسا وطنيا بهيجا. هكذا شعرت، وهكذا تخيلت أن جميع المعنيين بالثقافة شعروا وهكذا تمنيت أن يشعر جميع الناس في وطني.
أبارك من قلبي لجميع الفائزين، في وطني نحتفي بالثقافة، نحتفي بالمبدعين، نقدرهم ونمنحهم الجوائز. هذه هي الرسالة التي حملتها هذه الجائزة، وهي رسالة عظيمة ومهمة، ستأتي أكلها، حيث تدرك الأجيال القادمة أن الثقافة أمر مهم، يحتفى به، الفنون والآداب تقيم الحضارات وبها تقاس الحضارات، وأن تمنح حقها من الاحتفاء يعني أننا نعرف ونقدر ذلك وأننا سائرون بخطى واثقة في هذا المسار، مسار الجمال والإبداع.
أتمنى أن يفرح الجميع، ويحتفل الجميع، ويتحدث الجميع عما حدث، أن تقوم القنوات باستضافة الفائزين، أن تكتب الصحف، أن يستمر الترويج لهذه الجوائز، حتى يعرف كل الناس أهمية ما حدث، حتى يدرك كل الناس أن هذه الجوائز مهمة وأنها انتصار ليس للفائزين فقط، وإنما للثقافة في بلدي، لكل الفنون التي نالت الجائزة، للإنسان في بلدي.
الجوائز مهمة لأنها تلقي الضوء ليس فقط على المبدع الذي نال الجائزة وإنما أيضا على الفن الذي أبدع فيه، سيعرف الناس عبدالعزيز الصقعبي الذي نال المركز الأول في جائزة الأدب، الكاتب الذي يكتب بصمت وبدأب وبحب لما يكتب سنين طويلة، سيتحدث ليس فقط عن نفسه وإنما عن الكتابة، عن الرواية، عن تاريخ هذا الفن في السعودية، وعن حكايته معه، سنعرف من خلاله الكثير عن عالم الكتابة في الوطن، وسيمنح ذلك كاتبا ناشئا الزخم المطلوب كي يكمل مسيرته في عشقه للكتابة. الذين يعرفون عبدالعزيز من قديم سيعيدون معرفته وسيحرصون على قراءة كتبه من جديد، والذين لا يعرفونه سيتعرفون عليه وسيحرصون أيضا على قراءة كتبه، ستنتصر القراءة وسينتصر الكتاب. والأمر نفسه سيحدث لمقبول العلوي وأمل الحربي، أمل التي سعدت بقراءة روايتها وكتبت عنها في هذه الزاوية حين قرأتها. تمنحني هذه الجائزة الفخر لأنها انتصرت لأمل.
بالمثل سيتعرف الناس على الفائزين في المجالات الأخرى، سيبحث الناس عن سبب منحهم الجائزة، وأثناء ذلك البحث سيتعرفون على صوت زينة عماد وأكرم المطر، يشاهدون لوحات لولوة الحمود ويتعرفون على أعمالها وفنها والفلسفة خلف الفن الذي تمارسه، سيعرفون من هو عبدالعزيز الدخيل ولماذا نال جائزة التراث الوطني وما الكتب التي ترجمها عبدالله إدريس لينال جائزة الترجمة. والفيلم الذي أخرجته شهد أمين سيحرصون على مشاهدته.
الأسماء التي ذكرت هي أمثلة انتقيتها لأتحدث عن ليلة رائعة.
كل ما سينتج عن هذا الاحتفال وهذه الجوائز هو خير، حتى الانتقادات، والاعتراضات، سيكون جميلا أن نرى تفاعلا أساسه الثقافة والفن والجمال. يالسعادتي.




http://www.alriyadh.com/1881645]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]