بعض العبارات تتردد على الألسنة وكأنها نقد لظاهرة سلبية، من ذلك مثلا تصنيف الناس إلى ثلاث فئات، فئة تعمل وفئة تنتقد وفئة تقترح.
تقال العبارة السابقة لتمجيد من يعمل -وهو يستحق- وتقليل من شأن من يكتفي بالنقد وتقديم الاقتراحات، أو الاعتقاد أن من ينتقد هو شخص لا يعمل.
أولا، من يعمل يحتاج إلى من يدعمه بالنقد والاقتراحات. ثانيا، من ينتقد لا يعني أنه لا يعمل، وكذلك من يقترح، النقد والاقتراحات لا تأتي من فراغ، النقد الذاتي مفيد لكن النقد من الآخرين قد يكون أكثر صراحة ودقة، ومهما كان لدى الإنسان من معرفة ومهارات وخبرات يظل بحاجة إلى أفكار ومقترحات الآخرين.
سيقال إن العبارة السابقة يقصد بها من ليس له عمل إلا النقد، أو تقديم الاقتراحات، ونقول مرحبا بالنقد ومرحبا بالاقتراحات بشرط أن تكون لدى الناقد أو صاحب الاقتراحات المهارات الموضوعية، مرحبا بمن يملك القدرة على ممارسة النقد الموضوعي، ولديه المعرفة والثقافة للمساهمة في تقديم مقترحات بناءة. مرحبا بمن يملك الفكر والخبرات والعلم ولا يبخل بها بل يساهم فيها برغبة حقيقية في المشاركة.
من يعمل في أي مجال، ومهما كانت خبراته وقدراته يستفيد من آراء الآخرين ومن مقترحاتهم وأفكارهم وملحوظاتهم سواء من داخل المنظمة أو من خارجها. وقد تكون الملحوظات الخارجية أكثر موضوعية، وتضيف أفكارا غير خاضعة للعلاقات التنظيمية داخل المنظمة.
يمكن للأفراد والمنظمات الاستفادة من الناقدين بسؤالهم عن الحلول، أما الذين يحملون معهم حقيبة مليئة بالنقد السلبي فقط يخرجون منها التشاؤم والتذمر واليأس أينما ذهبوا -وهم ربما من تستهدفهم المقولة السابقة- فهؤلاء بحاجة إلى دورات تدريبية وبرامج يتعلمون فيها مهارة التفكير الإيجابي وثقافة المشاركة والتفكير الموضوعي والنقد البناء، كما أن كثيرا منهم يمارس النقد المحبط عن بعد، أي بعيدا عن الواقع، وربما غير قادرين على تصديق أو استيعاب أي تغيير إيجابي أو تحقيق منجزات.
من الطرق الناجحة المتبعة في بعض المنظمات لاستثمار الاقتراحات، أن يُطلب من صاحب الاقتراح إيضاح تفصيلي للمقترح يحدد الأهمية والأهداف وخطة العمل ومتطلبات التنفيذ.




http://www.alriyadh.com/1882628]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]