أثارت أخبار الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة، الأسبوع الماضي، المخاوف من سقوطه أو أجزاء منه على مناطق مأهولة على الأرض، حيث أخذت الجهات المهتمة بهذا الشأن، تثير المخاوف عن المكان الذي سوف يسقط فيه - والبلد الذي سوف يقع الصاروخ على رؤوس سكانه. ولكن كل تلك الأخماس في الأسداس لم تتحقق. فجزء كبير من الصاروخ تفكك فوق المحيط الهندي دون أن يلحق بأحد ضرراً.
ولذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا يدور حول الجهات المستفيدة والدوافع وراء كل تلك الإثارة التي تعرضنا لها الأسبوع الماضي، وعملية التهويل والتخويف من قبل وسائط ومواقع إعلامية محسوبة على جهات لها مصلحة في تشويه سمعة الصين؟
إن تسويق خبر توهان الصاروخ الصيني، بالصورة التي تم بها، ليس مصادفة كما يبدو لي، ولا هو بدافع الفضول الإعلامي وحده، فوراء الأكمة ما وراءها، كما يقال. بالفعل، فهناك جهات متضررة من الإنجازات الصينية في مجال الفضاء. فنحن نعرف، أن الحرب التجارية التي بدأها ترمب على الصين كانت تتذرع، بأن الصين تتلاعب بسعر صرف عملتها وتقوم بتخفيضها عمداً، لكي تصبح الصادرات الصينية والمنتجات الصينية رخيصة في الأسواق الخارجية. بالمثل، فإن مكتب النقل الفضائي التجاري التابع لإدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، يرى أن الشركات الصينية مدعومة، وتسعى لخفض تكلفة إطلاق الرحلات التجارية الفضائية- الأمر الذي من شأنه إلحاق الضرر بالشركات الأميركية.
وهذه نصف الحقيقة. فالنصف الآخر، الذي يتم تجاهله عمداً، هو أن تكلفة إعادة إنتاج العامل الصيني هي بما لا يقاس أقل من تكلفة إعادة إنتاج العامل الأميركي، الذي تعود على نمط حياة مترفة أكثر.
الأمر الذي يعطي المنتجات الصينية ميزة نسبية ويجعلها أكثر تنافسية في الأسواق العالمية. ولذلك فالصين مستعدة لإرسال الأقمار الصناعية للبلدان الأخرى بتكلفة أقل. وهذا بالتأكيد يلحق الضرر بالبرامج الفضائية الأميركية الجديدة. فهذه الشركات التي بدأت تعمل في هذا المجال، ترغب في الحصول على أسعار تتراوح بين 25 ألف دولار إلى 30 ألف دولار مقابل كل كيلوغرام تحمله للفضاء.
ولذلك، فإن دخول الصينيين إلى الخط يفسد عليها كافة الخطط. لأن الصين يرضيها 5 آلاف دولار للكيلوغرام. أي بتكلفة أقل بحوالي 5 مرات. وهذا لا يناسب شركة مثل سبيس إكس، SpaceX، التي أنفقت أموالاً طائلة على برامجها الفضائية، قبل أن تتكلل بالنجاح.
ولهذا، فإن توهان الصاروخ الصيني جاء ليعطي الشركات التي تنافسها الصين بصيص أمل، أو فرصة للتشكيك بالقدرات العلمية والتكنولوجية للصين، وذلك من أجل الترويج والتسويق لما تنتجه هي وتبرمج له.
http://www.alriyadh.com/1885498]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]