وبينما تسعى العديد من المجتمعات للاستثمار في الحجر، يثيرنا ترسيخ مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، بقناعةٍ نبيلة مفادها أن الاستثمار في البشر أهم وأجدى، فنجدها متجددةً ومطورة لمنهجيتها وفق أساليب علمية نوعيّة وبممارسات عالميّة حديثة نحو بناء منظومة وطنية تستثمر في طاقات موهوبي وطننا ومبدعيه رعايةً وتمكيناً.
فمنذ عام 2007 في كل عام، تشارك المملكة ممثلة في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" ووزارة التعليم، وبشراكةٍ نموذجية تكامليّة في معرض آيسف الدولي للعلوم والهندسة ISEF، الذي يعد أكبر معرض علمي للمنافسة في مجال الأبحاث العلمية للمرحلة ما قبل الجامعية، ويستضيف سنوياً ما يقارب 1800 مشارك من أكثر من 70 دولة حول العالم، وتنظمه مؤسسة Society for Science & the Public الأمريكــية، برعاية من شركة إنتـل حتى عام 2019م، وانتقلت الرعاية لشركة Regeneron عام 2020م.
تعتمد "موهبة" مشاركاتها في المعرض الدولي للعلوم والهندسة ISEF، على عقد ورش تأهيلية لجميع الطلبة الفائزين في معرضها السنوي "إبداع للعلوم والهندسة"، بهدف اختيار المشروعات التي تمثل المملكة دولياً في "ISEF"، من أجل تحقيق جوائزه والمكونة من الجوائز الكبرى، وهي جوائز يقدمها منظمو المسابقة، والجوائز الخاصة والمقدمة من جهات محلية ودولية، بتمثيل سعودي مشرّف.
وخلال أسبوعٍ مفعم بالفخر والاعتزاز، وبطموحٍ عانق عنان السماء تمكّن "منتخبنا السعودي للعلوم والهندسة السعودية" للعام الخامس عشر على التوالي من تحقيق خمس جوائز كبرى، وثلاث جوائز خاصة، رفعوا بها الخفّاق الأخضر عالياً بين دول العالم وبرؤيتنا المبينة؛ ليرتفع رصيد "السعودية" في معرض آيسف 2021 إلى 83 جائزة، منها 53 جائزة كبرى، و30 جائزة خاصة.
الرجل الأول لـ"موهبة" و"أمينها" معالي الدكتور سعود المتحمي يردد بشغفه الكبير دوماً بأن الموهوبين محورٌ أساسي في عملية التنمية، وهم صناع الريادة والتميز، بل يُعدون صناع المستقبل والاستثمار الأمثل لازدهار البشرية، والذي يعول عليهم الوطن ليكونوا شركاء في المساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 الطموحة، وتصريحاً في كل إنجاز دولي، يشدو "المتحمي" بأهازيج الوطن.. أن ووطننا عامرٌ بقيادته الرشيدة ودعمها الكبير للموهبة والإبداع برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- صاحب فكرة هذه المؤسسة، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي تعهّد الموهبة والموهوبين ورعايتها وتمكينها.. مختصراً مشاعره بجمل مؤثرة نحو أبنائه وبناته الموهوبين.. أن هذا الفوز تجاوز فيه طلابنا الموهوبون طلاب دول متقدمة وصناعية، دعمتهم "موهبة" ومكنتهم ليمروا بمراحل طويلة من العمل والمتابعة والتدريب والتأهيل بآلاف الساعات، من خبراء وأكاديميين ضمن رحلة يخضع لها الطلبة ليتمكنوا من تمثيل الوطن هذا التمثيل العظيم.
ختاماً، يبقى الشاهد أن ما يكتنزه هذا الوطن العظيم من قُدرات ومقدرّات، هو البنية الأساسية لشغف الإبداع والتميز، باحتضان العقول المبدعة والمواهب الفذّة، نحو صناعة المستقبل عوضاً عن انتظاره!
http://www.alriyadh.com/1887379]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]