أسعفينا يا لغة، وأنجدينا يا حروف، فالهلال لم يدع لنا حرفاً في معاجمنا إلا واستهلكناه كتابةً عنه ولا كلمة في قواميسنا إلا واستنفدناها تدويناً لما يُحقق، لا يكاد يجف لنا حبر ولا يكاد يرتفع لنا قلم بمنجز يحققه إلا ويأتي بالذي يليه، تفرد بالزعامة وبالريادة وبالسيادة فلا ينفك عنها مطلقاً، هو والنجاح صنوان فهو الأول دائماً وبالطليعة أبداً، هو حالة نادرة في عالم كرة القدم تستحق الدراسة، ظاهرة فريدة تستدعي التأمل.
هلالٌ آخّاذ يضيء الملاعب وما حولها، يجتاحها بسلطنةٍ لافتة حتى يعود برأس البطولات، يخوض أَتُون الوقائع بكل عنفوان، يسيطر بالطول وبالعرض، يستمتع ويمتّع العالم بأسره، يحجّم خصومه بالميدان إلى أن ينتزع اللقب انتزاعاً، ويتربع على عرش الألقاب بكل استحقاق.
هو نهرٌ منهمر … هو معينٌ لا ينضب
هو شلالٌ متدفق … هو سيلٌ لا مسيل له
هو بحرٌ لُجّي في.. أعماقهِ موجٌ هادر
من سُدةِ الزعامة … يغترف وينهل
في كنفِ السؤددِ … يسكن ويرفل
على القمةِ يتربعْ … يسمو ويعلو
هو بِالتَّغريد مُغرم … يتغنَّى يترنَّم
هو بالسيادةِ يزهو … يشدو ويصدحْ
هو الطائر المحكي.. والآخر الصدى
أوغل في المجد حتى بلغ منتهاه، صال وجال في أصقاع الإنجازات حتى سبر أغوارها، ذاع صيته حتى ملأ الخوابي وبلغ الروابي، إن رمى أبعد، وإن همى أسعد.
هو السحرُ الحلال … هو الفتنةُ المباحة
هو القصيدةُ العصماء… هو الإلياذةُ والأوديسة
هو الطرب الأصيل … هو الأنشودةُ المغناة
يسلب الألباب … ينال الإعجاب
يُدمي المُقل … يبكي العيون
يأسر القلوب ... ينتزع الآهات
هو الجرْسُ والإيقاع … هو الجاذب للأسماع
هو المِسْكُ والشذا … هو قاهرُ العِدا
هو ابن الوطن النجيب وسفيره الأريب

لا يرفع للاستسلام راية، ولا يدع مجالاً للمغرضين أن ينالوا منه غاية، يفوز فيُمتع، يضرب فيُوجع، يقول فُيسمع، ينتصر فيُخضع … هو الهلال وكفى، ومن مثل الهلال.

خاتمة:
هذا كرسيك ومُلكك وذا تاجك وذا مركاك
‏على ما دلك المولى وسو اللي تسوي به




http://www.alriyadh.com/1888128]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]