اضطلاع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بمسؤوليتها في تصدير الثقافة السعودية إلى العالم، خطوة رائعة ومهمة أتت في توقيت دقيق أحوج ما نكون فيه إلى صوت قوي ومؤثر يبرز وجهة النظر السعودية ويعبر عن الشعب السعودي بكل مصداقية واعتزاز وثقة تدحض من خلالها ما يحاك ضدها من أكاذيب ومؤامرات إعلامية بوسائل رخيصة تنفذها حملات مغرضة بدوافع وأهداف حاقدة لاتقيم وزناً لغير الإيذاء والكذب.
ولأن أمثل طريقة لمخاطبة الآخر والوصول إليه تنطلق من الحديث إليه بلغته، تعزيزاً لضمان وصول الرسالة الإعلامية بكل وضوح وشفافية ومصداقية، عمدت الهيئة إلى تقوية أدواتها بكوادر مؤهلة وخبيرة متعددة اللغات والأساليب لتحقيق الأهداف بكل مسؤولية ونجاح، إذ أن القائمين بتنفيذ الرسالة الاتصالية والرسالة الإعلامية هما ركيزتان أساسيتان للتأثير والوصول، كان تبني هذا الدور لتحقيق أكبر أثر والوصول إلى أكبر رقعة جغرافية في العالم، وإحداث التغيير في الصور النمط السلبية ودحض الأكاذيب والتضليل، علاوة على دورها في إبراز الجوانب والقيم السعودية. هذه الخطوة الحضارية الذكية والضرورية المتمثلة في استقطاب عدد من الكفاءات الوطنية لتعزيز جودة المادة الإعلامية المقدمة للمستمعين عبر الموجات الإذاعية الدولية، وبأكثر من 15 لغة، هي مبادرة رائعة بامتياز متى ما نفذت بشكل صحيح، حيث ستساهم في اختصار الوقت والجهد في تبليغ الرسالة وتحقيق الهدف، لاسيما في حال تمكنت من خلق صورة نموذجية وحقيقة عن المملكة وأبرزت قيمها وثقافتها، وفرضت على الجميع إبداء التقدير الكبير لهذا الوطن العظيم. تبرز أهمية هذه الخطوة الرائعة التي قامت بها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في أنها تعزز جبهة المواجهة مع الإعلام الخارجي المضلل الذي يعمد إلى تشويه السعودية لأهداف رخيصة، ولك أن تتخيل قيمة وأثر أن توجه رسالتك بلغات العالم المختلفة بنحو 15 لغة هي: (العبرية، الفارسية، الروسية، الصينية، اليابانية، الإسبانية، الفرنسية، الأوردو، البنغلاديشية، البشتو، التركية، التركستانية، الصومالية، السواحلية، الإندونيسية) عبر قسم الإذاعات الدولية وغيرها، بعد تأهيلهم بالقدر الكافي واجتياز الدورات التدريبية كالدورة المعلنة عنها تحت عنوان «جيل واعد.. لمستقبل مشرق» بإذن الله بانتقاء أفضل الكفاءات الأكاديمية من أقسام الإعلام بجامعات المملكة وخبراء صناعة المحتوى من ذوي الخبرات الإعلامية المهنية، والتجارب، لرفع مستوى المخرجات الإذاعية، واستثمارها. وسعدت حقيقة أيما سعادة وأنا أتابع خبر هذه القفزات الإبداعية والنقلة الحضارية التي تشهدها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وأقرأ تصريح المدير التنفيذي محمد بن فهد الحارثي، الذي قال إن أكثر من 36 شاباً وشابة يمثلون كفاءات سعودية ويتحدثون أكثر من 15 لغة، سيعملون من خلال الدورة على إيصال رسالة إعلامية تبين الثقل الاستراتيجي الذي تمثله بلادهم، من خلال الاستفادة من المهارات التي تقدمها الدورة عبر نخبة من الأكاديميين والمهنيين في مجال صناعة المحتوى، موضحا أن الدور الأصيل المناط بالهيئة والمتمثل في الكشف ودعم القدرات الشابة لأبناء الوطن وخريجي الجامعات يحتم على الهيئة تطوير كافة السبل للاستفادة من كافة الإمكانيات المتاحة، كون الثمار التي ستجنى من بروز هذه الأسماء الشابة ستكون للوطن أولاً وأخيراً. هذا الرهان الذي أطلقه الحارثي على العناصر السعودية الواعدة، وتجديد الدماء في شرايين الهيئة، هو نواة مرحلة جديدة في خطاب إعلامي سعودي قوي ومختلف، مواكب للمرحلة ومتوائم مع التنمية الشاملة التي تستدعي خطاباً رصيناً مؤثراً يبرز قيمنا الوطنية ويدافع عنها، وصوراً مثالية لنهضتنا وحضارتنا بكل اعتزاز وفخر.
http://www.alriyadh.com/1893875]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]