لو سُئِلتَ: ما أسوأ سنة يمكن أن تعيش فيها، فما جوابك؟
هناك سنين كثيرة حصلت فيها مصائب وأهوال، لكن حسب كلام المؤرخ "مايكل مكورميك" فإن أسوأ سنة بلا منازع هي 536م، في هذه السنة حصلت أشياء غريبة ومخيفة في عدة مناطق حول العالم.
ظهر ضبابٌ غريب غطى بالظلام أجزاءً من أوروبا والعالم العربي اليوم وأجزاءً أخرى من آسيا، 18 شهراً من ظلامٍ غريب حتى في النهار، يصفه المؤرخ البيزنطي "بروكوبيوس" أن الشمس صارت مثل القمر، تضيء لكن من دون نور يشرق آفاق الأرض.
نزلت درجات الحرارة بمقدار قرابة 3 درجات، مما بدأ أبرد عقد - أي ثلاثينات القرن السادس - في آخر 2300 سنة، حتى إن الثلج نزل في الصين صيفاً! ماتت المحاصيل، هلكت جموع.
في إيرلندا تُحكى قصص عن مجاعات بسبب نقص الخبز تلك السنة وعدة سنين بعدها، في 541م أصاب الطاعون الدملي جزءًا من الإمبراطورية الرومانية في مصر، عُرف بطاعون جستينيان، أباد نصف الإمبراطورية الشرقية.
يا لها من طوام! لكن ما قصة ذاك الضباب الغامض؟ طالما تساءل المؤرخون عن ماهيته، إلا أن العلم المعاصر استطاع أن يجيب عليه، فقد حلل علماء عينة من جليد سويسري وعثروا على آثار حملت الإجابة: الضباب الغامض كان انفجاراً بركانياً هائلاً في أيسلندا أثار جبالاً من الرماد والدخان البركاني على الجانب الشمالي من الكوكب، وتبعه انفجاران آخران بعد بضع سنين.
تلك الكوارث المتتابعة جعلت تلك السنة من أسوأ ما مر على البشر، وهي سنة قطعا عليك أن تفر منها لو كان لك الخيار!
http://www.alriyadh.com/1923687]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]