نسمع من بعض موظفي خدمة العملاء عبارة: دقيقة وأرد عليك. وتمر الساعات ولا تسمع لهم صوتاً. في خدمة ما بعد البيع يواجه العميل أحياناً مواعيد عرقوب في التوصيل وخدمات الصيانة. بعض المستشفيات حين تحجز لك موعداً تطالبك بالحضور المبكر لكن الطبيب يتأخر!
المواعيد العرقوبية تحدث في اللقاءات الاجتماعية وكذلك مواعيد العمل والاجتماعات. يتأخر أحدهم عن الاجتماع ثم يبرر ذلك بزحمة المرور وهذا عذر غير مقبول لأن الإنسان المنظم يأخذ في الاعتبار حركة المرور. والمشكلة أن البعض يكافئ المتأخر بانتظاره أو بدء الاجتماع أو المحاضرة من جديد أي تكرار ما قيل قبل تشريفه وفي هذا مضيعة للوقت.
عدم احترام المواعيد هو جزء من ضعف مهارة إدارة الوقت. هذا السلوك ليس ثقافة تنسب لأي مجتمع بل هي ممارسات فردية ترجع لتنشئة الإنسان والبيئة التربوية والتعليمية التي عاشها. هنا بعض الأسئلة، هل من اكتسب عادة عدم احترام المواعيد واستمرت معه في مرحلة عمرية متأخرة، هل يمكن التغلب على هذه العادة أم هي حالة ميؤوس منها؟ السؤال الثاني على مستوى المؤسسات: هل الـتأخير في خدمة العملاء وإعطاء مواعيد غير دقيقة ثقافة للمؤسسة أم تصرف فردي من الموظف المسؤول؟ ثم هل هذا الموظف هو الذي لا يحترم مواعيده الاجتماعية، وهو الذي يتأخر عن حضور اجتماعات العمل؟ هل أتى متأخراً عن موعد مقابلة التوظيف؟ هل هناك تمييز في قبول عدم الالتزام بالمواعيد؟
من الملاحظات في هذا الموضوع أن المتأخر عن موعد لقاء معين أو موعد سفر بسبب عدم إدارة الوقت بشكل جيد، سوف يضطر للاستعجال في الوصول -كأن يقود السيارة بسرعة غير نظامية- وقد يتسبب ذلك بحادث أو مخالفة وقد تكون النتيجة عدم الوصول.
ومن الملاحظات اعتقاد البعض أن الحضور المتأخر للفعاليات والاجتماعات هو مؤشر على الأهمية!
في زمن مضى وربما لا يزال حاضراً كانت المواعيد الاجتماعية مرنة ومفتوحة فيقال مثلاً إن اللقاء سيكون (بين عشوين) أي بين صلاتي المغرب والعشاء، وأحياناً يكون الموعد بعد صلاة العشاء وهو في هذه الحالة مفتوح حتى الصباح. ومثل هذه المواعيد المقبولة اجتماعياً بين الأقارب والأصدقاء ليست مقبولة في عالم الأعمال والشؤون العامة.
http://www.alriyadh.com/1924796]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]