من خلال الذاكرة القريبة نستطيع استرجاع كيفية التعامل مع شتى ألوان الفنون، الموسيقى على وجه التحديد، حتى ميلاد الرؤية، وباستخدام الذاكرة الآنية يمكن معايشة الإقبال الكبير على الموسيقى، سواء بصوره الرسمية، أو غير ذلك بكثير.
ولأسباب كثيرة قديمة كان منتج الموسيقى محدودًا، والعاملون به إمَّا هواة أو ممن تعلموا في الخارج، أو عن طريق الاهتمام الفردي. ورغم كل هذه الصعوبات ولدت أجيال موسيقية مميزة، فنانون ومستهلكون وما بينهما.
ومع التمكين وإطلاق هيئة للموسيقى، والترخيص للمعاهد الموسيقية المتخصصة، إلا أنه يبقى جزء يسير لاكتشاف المواهب، وتبادل الخبرات الشخصية، والتجريب قبل الانطلاق، يتمثل في المجتمعات المتخصصة.. سواء الجمعيات، أو فرق الهواة، أو التجمعات المرخصة، والتي تعمل كمنصات متخصصة ومرجع مهني للمبتدئين والمهتمين.
لحسن الظن حضرت "البرنامج الغنائي لصباحية الأغاني الطربية الفصيحة"، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، والذي نظمه "فوكالي الرياض"، الذي يهتم بإشاعة وتنظيم المناسبات الموسيقية، إذ غُنِّي لعبدالحليم وأم كلثوم وطلال مداح ونجاة الصغيرة وفيروز وكاظم الساهر وغيرهم.. وأدى كلٌّ من سلطان عشي، وغدير، الأغاني الفصيحة بجودة عالية، وبثقة المحترفين، واللذان أظنهما أسماء ستبرز في الساحة السعودية قريبًا جدًا.
ولسوء الحظ، أنني اكتشفت هذه المنصة بعدما فاتني حضور "ليلة روائع فنان العرب"، و"ليلة روائع البدر (بدر بن عبدالمحسن)"، و"ليلة روائع بليغ حمدي"، وغيرها كثير. شخصيًا، أنجذب أحيانًا لسماع الأغاني من غير الفنانين الأصليين لها، وتزداد الأهمية مع تقادم الأغنية؛ لأن الغناء الجديد يمنحها روحًا مختلفة، بمعطيات حديثة، وسياقات ثقافية متجددة وطارئة.
لا نزال بحاجة إلى العشرات من الجهود المماثلة، المبنية على أرضية الاهتمام والشغف المستمر، والتي تعمل على بناء أجيال قادمة متخصصة ومميزة، وتغطي كل أنواع الموسيقى والطرب، وتحفز على ولادة أشكال فنية مبتكرة، تشبه وقتها وسياقاتها.. والسلام.
http://www.alriyadh.com/1925163]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]