كتبتُ في مقال الأسبوع الماضي حول إصلاح الصورة النمطية للدول التي تضررت من التناول الإعلامي السلبي سواء بسبب الحروب وانعدام الأمن، كما هو الحال مع بعض دول أميركا اللاتينية وأفريقيا، أو بسبب الجهل بثقافة بعض البلدان وتراكم التنميط السلبي على مدى سنوات كما حدث مع بلادنا التي طالها تشويه متعمد وغير متعمد لفترة طويلة خصوصا بعد أحداث سبتمبر.
في المقال السابق تحدثت عن تأثير المحتوى الذكي والموجه في تعديل الصورة الذهنية عن بلد ما، واليوم أتحدث عن الأداة الثانية الفعالة في تحقيق هذا الهدف، وهي الاستعانة بالمؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي، هذه الفئة بغض النظر عن الاختلاف حولها، وما إذا كانت تستحق هذه الشهرة وتستحق أن توسم بلقب "مؤثرين"، تتمتع بدور هائل في توجيه الرأي العام، ولذلك تستعين بها كبرى العلامات العالمية لتحقيق انتشار أكبر أو لمواجهة أزماتها الإعلامية.
التسويق عبر المؤثرين هو النموذج الأحدث للإعلانات التجارية التي بدأت بالصحافة المطبوعة وتطورت عبر الراديو والتلفزيون واللوحات الإعلانية لكنها وسيلة أكثر فاعلية لأن رسائلها غير مباشرة، ولأن مستوى الثقة فيها أعلى، فمن يقدم الإعلان هو شخص مثلك يدعي أنه جرب هذا المنتج أو استمتع بذلك المكان ولذلك يحظى بثقة أكبر من متابعيه مقارنة بإعلان موجه من شركة أو من منظمة ما.
ولذلك فإن فكرة الاستعانة بالمؤثرين من أنحاء العالم خصوصا من يقدمون المحتوى الذي يتناول السفر وأسلوب الحياة والثقافة والترفيه، فعالة بشكل كبير في نقل التفاصيل المهمة وتصحيح الصورة النمطية، وكل ما يتم ضخه من أموال في حملات كهذه سيعود بشكل إيجابي على سمعة البلد.
هؤلاء المؤثرون إذا كانوا مُختارين بعناية وإذا ما أعطوا حرية الإبداع وانتقاء المحتوى المناسب عبر تصميم جدول مليء بالنشاطات المثيرة، سيقدمون مادة رائعة لمتابعيهم، كما سيمررون رسائل إيجابية عن مستوى الأمان، ولطافة الشعب، والتنوع التراثي والثقافي، وجودة المأكولات وتفاصيل الحياة البسيطة للناس، وما يميز مثل هذا النوع من المحتوى هو أنه يتجاوز متابعي المؤثر إلى شبكة أكبر عبر مشاركة القصص في أكثر من منصة.
وأخيرا، لا يزال الكثيرون يجهلون حقيقة بلادنا، وتأمل الردود التي يكتبها رواد منصات التواصل من أنحاء العالم على الأخبار التي تتناول بلادنا لتعرف حجم العمل الذي يجب أن نقوم به لتصحيح تلك الصورة، وهاتان الوسيلتان اللتان تحدثت عنهما في المقال السابق وفي هذا المقال هما مجرد أمثلة لوسائل تساعدنا على نقل الصورة الحقيقية للعالم، ولا يزال هنالك الكثير من الأبواب التي من الممكن أن نطرقها ضمن خطة متكاملة لتحقيق هذا الهدف.




http://www.alriyadh.com/1931433]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]