أصعب تساؤل أفكر فيه باستمرار عن الصورة النمطية الباقية في خيال الكثير من الإخوة العرب والكثير من الأجانب عن المجتمع السعودي، خلال الأيام الماضية اجتمعت مع العديد ممن زاروا السعودية لأول مرة وتحديدا أثناء انعقاد مؤتمر «ليب 22 الدولي»، كانت فكرتنا عن مجتمعكم مختلفة، تفاجئنا بما شاهدناه، البعض منهم وعن حسن نية يتوقع أن هذا الكلام أبلغ وصف لمدح لنا، ولا يعتقدون أنه مؤلم لي وللكثيرين!.
الغريب أن الكثير منهم يعيشون بدول خليجية مجاورة لنا ومتشابها ظروفها الاجتماعية معنا، وإن كان البعض من تلك الدول اجتماعيا يتعامل مع الأجانب وخصوصا الاخوة العرب باستعلاء وطبقية، عكس مجتمعنا.
لماذا الصورة الذهنية عن السعوديين لا تمثل الواقع الحقيقي بكل تجرد، نحن أكثر المجتمعات العالمية بدون مبالغة تفتحاً، وأكثر الشعوب تفاعل مع أي تطور اجتماعي وسلوك إنساني، المجتمع هنا تقبل أمورا خلال السنوات القليلة الماضية لم نكن نحلم ولو بجزء يسير منها، فما بالنا بالاندماج السريع وتقبل التغيير الايجابي، ومساعدة الدولة على نجاح التحول لمجتمع جاذب، بعد أن عاش لعقود طويلة بتفكير أنه مجتمع طارد!
صحيح أننا تغيرنا، وتحولت أحلامنا إلى واقع، وعشنا كبقية الشعوب حياة طبيعية، ولكن حتى الآن وهذه حقيقة لم نعكسها خارجيا بصورتها الحقيقية، هل هو الضعف الاعلامي، هل السبب ثقافي أم اجتماعي، على وسائل التواصل الاجتماعي هناك ثورة بكل ما تعنيه الكلمة، ولكن هل هي مقياس هام لاظهار الجانب المميز والمشرق من مجتمعنا، بطبيعة الحال لا.
في سباق «الفورمولا 1» الذي أقيمت جولته ما قبل النهائية لأول مرة في مدينة جدة، ذكر لي اعلامي انجليزي، أن الصورة الذهنية عن السعودية اختلفت اعلامي لديه كثيرا، هم لا يعتمدون على التلقي، وانما على الواقع الذي يشاهدونه، اختصر لي المشهد بما نقلته وسائل الاعلام العالمية الناقلة للحدث حضور سمو ولي العهد والتفاعل العفوي والمباشر معه والتلقائية والبساطة عند نزوله لأرض حلبة السباق، المشهد صورته القنوات والكاميرات الناقلة للحدث، لم يكن الأمر يحتاج الا حضورا اعلاميا عالميا فقط والصورة لدينا واضحة وجلية، أما أن نتصور أن بعض مشاهير التواصل الاجتماعي هم الصوت الاعلامي الاهم، فهذا مضر بنا وببلدنا، نحتاج أكبر تواصل اعلامي رسمي مع الآخرين في ظل ضعفنا الاعلامي المحلي والدولي وهذه حقيقة مؤلمة، وللمعلومية أن أكبر تغطية اعلامية لأحداث الفورملا تاريخيا كانت فورمولا جدة، فهل نهتم أكثر ونحرص على الاعلام الدولي، ونسخر له كل الوسائل دون خوف وريبة أو محذورات من البعض، وتكون الثقة أكبر بأن المجتمع السعودي واع في التعامل مع أي خبث اعلامي قد يتم استغلاله لا سمح الله، لاننا مللنا أن يستمر الكثيرين بالقول إنهم تفاجؤوا مما شاهدوه رغم التطور والانفتاح الكبير الذي نعيشه.




http://www.alriyadh.com/1933665]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]