قبل فترة، توفيت سيدة في مدينة الرياض نتيجة لعملية تجميل، وقد جاء في التفاصيل أنها أجريت في مركز تجميل خاص تم إغلاقه بصفه مؤقتة، وأن الوفاة وقعت نتيجة للخطأ والإهمال وعدم الالتزام بالمعايير الصحية، والعبارة الأخيرة، في رأيي، فضفاضة جداً وتحتاج إلى ضبط، تماماً كما هو الحال في كوريا الجنوبية التي وضعت 120 معياراً، واشترطت توفرها للحصول على ترخيص إجراء الجراحات التجميلية، وهيئة التخصصات الطبية السعودية منحت المراجعين الحق في معرفة الوضع النظامي لعيادات التجميل، وأن من يعملون فيها مرخصين ومؤهلين وليسوا دخلاء على المهنة، ولكن الناس يتنازلون عن هذا باختيارهم أو لأنهم لا يعرفون.
السعوديات والسعوديون ينفقون سنوياً قرابة المليار وثماني مئة مليون دولار على عمليات التجميل، وتتشارك المملكة مع مصر ولبنان في صدارة المنطقة العربية من الناحية التجميلية، والأصعب أن الفئة الأكثر إقبالاً عليها تتراوح أعمارها ما بين 19 و34 عاماً، ما يعني أنهم لا يحتاجون إلى إجرائها من الأساس، وربما عانوا من وسواس الجمال القهري، فالانطباع السائد أنها منتشرة في أوساط كبار السن، وقرأت أن مخرج مسلسل باب الحارة السوري، في أحد أجزائه، رفض القبول بممثلات أجرين عمليات تجميلية، ولأسباب تتعلق بقدرتهن على إقناع المشاهد.
عمليات التجميل بدأت للمرة الأولى في الهند القديمة، وتحديداً في القرن السادس قبل الميلاد، وتم ذلك بمعرفة المعالج الهندي سوسروثا، وهو يعتبر أول شخص في العالم قام بعملية تجميل للأنف، وأول من قام بترقيع الجلد لعلاج التشوهات والحروق، وفي أوروبا القرن الخامس عشر الميلادي كان الحلاقون هم من يجرون عمليات التجميل، والنمط الحالي لهذه العمليات بدأه الطبيب اليوناني بيير روسو، في القرن الثامن عشر الميلادي، وعرفه بالبلاستيكوس، وتم استخدامه في الحرب الأهلية الأميركية، وفي الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكانت العمليات لعلاج وترميم التشوهات، قبل أن يتغير مسارها وتدخل في خانة تحسين المظهر، ويصبح شفط الدهون من الأساسيات، بعد أن كان العرب في الزمن القديم يعجبون بخرساء الأساور، والتي لا تتحرك أساور يديها من سمنتها.
المنشآت الطبية الحكومية السعودية لا تقوم إلا بالجراحات الترميمية الضرورية، وتترك الجراحات التجميلية للمستشفيات والمراكز الخاصة، ومتوسط الرواتب الشهرية لأطباء التجميل السعوديين ارتفع من 6 آلاف دولار إلى 14 ألف دولار، خلال عامين، أو بما نسبته 110 %.
العجيب أن بعض الناس يقترض لإجراء عملية تجميل، وهناك أطباء يقسطون أجرة العملية للترغيب في إجرائها، ورغم الزيارات التفتيشية لوزارة الصحة والتي وصلت إلى نصف مليون في 2021، إلا أن الأمر ينقصه تعاون وتنسيق إضافي مع هيئة الغذاء والدواء ومصلحة الجمارك والجهات العدلية، وبالأخص في الرقابة على سلامة التأهيل وأخلاقيات العمل الطبي في مجال التجميل، وعلى المستحضرات الطبية المستخدمة في العمليات وصلاحيتها العلاجية.




http://www.alriyadh.com/1939437]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]