سمعت محاورة في صغري تكلم فيها رجلان عن رحلة أحدهما، وتكلم بإعجاب عن إفطار الفندق وأنه "بوفيه مفتوح"، وأثار هذا استغرابي بل ازدرائي، لأن كلمة "بوفيه" لم أعرف إلا أنها تصف تلك المطاعم الصغيرة التي تصنع شطائر رديئة رخيصة! لم أعلم أن كلمة buffet استُخدمت خطأً لوصف تلك المحلات، ففي الإنجليزية "بوفيه" تعني جزء صغير من مكان عام مثل محطة قطار يقدم وجبات خفيفة، وتعني أيضاً طعاماً مفتوحاً يخدم فيه الشخص نفسه مثل البوفيه الفاخر في الفنادق والأفراح، وهذا الاستخدام الخاطئ هو الذي أنتج ردة الفعل تلك في طفولتي، والتي لم أفهم فيها أن الفرق بين البوفيه المفتوح وبوفيه أبو فلان هو كالفرق بين الشرق والغرب.
يحصل هذا إذا أتت الكلمات في مواضع خاطئة وشاعت في الاستخدام العام، شبيه ذلك هو كلمة "ليموزين" والتي كانت منتشرة لدينا لتعني "تاكسي"، لكن limousine لا تعني تاكسي في الإنجليزية، بل تعني سيارة كبيرة فخمة يقودها سائق خاص ويفصل حاجز بينه وبين الركاب، ولا أدري كيف أتت لدينا بمعنى سيارة أجرة عادية؟!
ليس هذا حصراً علينا، تظهر أخطاء كهذه في الكثير من اللغات، في الإنجليزية مثلاً بدأ ينتشر استخدام خاطئ لكلمة Literally والتي تعني حرفياً، فمثلاً عندما تواعد شخصاً ويتأخر كثيراً عليك فقط تقول: "لماذا تأخرت علي؟ أنا أنتظر منذ الصباح!"، وأنت لا تعنيها حرفياً بل مجازياً، لكن الكلمة في الإنجليزية اكتسبت معنى التوكيد الآن، يقولها الشخص ليؤكد ويشدد على معنى كلامه، مما يصنع جملاً خاطئة طريفة مثل "هذا الفيلم الفكاهي حرفياً قتلني ضحكاً!"، وينادي النحويون وأساتذة اللغة بعدم استخدامها بهذه الطريقة لأنه قد يُفقدها معناها لو شاعت.
أؤيد كلامهم، هم حرفياً على حق!
http://www.alriyadh.com/1951928]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]