اليوم في كثير من الأحيان يأتي الأزواج إليّ في المركز للتعبير عن قلقهم الشديد بسبب الصراعات والخلافات العديدة التي يواجهونها في زواجهم ويطرحون الكثير من الأسئلة حول هذه السلوكيات وأيضاً يتساءلون لماذا يبدو أيضاً أن بينهم الكثير من الاختلافات في الطباع والشخصية والتفكير. وأجد أن أول شيء يجب أن أفعله هو تهدئة مخاوفهم من خلال شرح عدة أشياء حول الاختلافات وتأثير السيرة الشخصية لكل واحد منهم قبل الزواج والكثير من التبدلات في الأفكار والمشاعر والنقص في المهارات الزوجية وضغوط الحياة.
اليوم هناك حقيقة يفضل أن نفكر فيها بشكل عقلاني وواقعي، وهي أن جميع الأزواج سيكون لديهم اختلافات وخلافات في زيجاتهم لحقائق عديدة منها أننا جميعنا نشأنا في عائلات مختلفة، وفي ظل أنماط تربية مختلفة وبقيم روحية وأخلاقية مختلفة. ثم هناك اختلافات دراماتيكية بين الرجل والمرأة جسديًا وعاطفيًا وهرمونيًا. بالإضافة إلى ذلك يمكن لخلفياتنا الجغرافية أو الثقافية أن تؤثر علينا، وأغلب هذه الأمور تبقى فردية حتى نتزوج حيث تظهر هذه الفروق واضحة جدًا عندما نعيش معًا، ونتفاعل ضمن الروتين اليومي لعلاقة الزواج. وبالتالي، فإن هذه الاختلافات العديدة هي السبب الذي يجعلنا نكافح كثيرًا في رغبتنا في الاتحاد في علاقة جسد واحد ورأي واحد بدون نزاع وقد يتطور هذا الكفاح إلى نزاع.
اليوم قد نتساءل مع كل هذه الاختلافات كيف يمكن لشخصين أن يكونا متوافقين ويعيشان في وئام؟ وهل من الممكن أن نجد شخصًا متوافقًا معنا على مستوى الواقع؟ وهل من المعقول الاعتقاد بأن شخصين يمكن أن يكونا متشابهين في التفكير؟
وجهة النظر الأكثر شيوعًا للتوافق اليوم هي أنه إذا كان لديك العديد من الأشياء المشتركة مع شريكك الزوجي فأنت تعتبر متطابقًا ومتوافقًا ومن المتوقع أن تمشي أموركم على أكمل وجه، ولكن من خلال التجارب أعتقد أن التوافق لا يقاس بعدد الأشياء المشتركة بينكما، ولكن يتم قياسه من خلال كيفية حل الأشياء التي لا تشتركون فيها. بعبارة أخرى، السؤال الحقيقي هو: ما مدى استعدادك للعمل على حل خلافاتك؟ هذا ما سيجعلك متوافقًا مع شريك الحياة.
اليوم نرجسيتنا أو أنانيتنا قد تكون العامل الفاصل في العلاقة، فمثلاً لو أخذنا ورقة ودوّنا كل الاختلافات الرئيسية التي لدينا مع شريكنا ورتبناها حسب الشدة والتكرار ثم كتبنا بجانب كل اختلاف كيف نتصرف بأنانية في كل خلاف فسنجد من المدهش أننا نميل بشدة إلى تكريس أنانيتنا ونرجسيتنا وندافع عن تلك الأنانية بكل ما نستطيع من قوة وحجج ونتحول إلى وعاظ نستدل بالقيم الدينية والثقافية والعرفية حتى نثبت أننا على حق وأن الآخر مخطئ، ونفجر في الخصومة والعنف المعنوي لدرجة نجعل من الشريك يعاني من الإرهاق العاطفي والاكتئاب الشديد.




http://www.alriyadh.com/1966285]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]