تابع العالم باهتمام افتتاح المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، الذي انعقد في قاعة الشعب الكبرى المهيبة في بكين، حيث ظهر على مركز واجهتها الخلفية شعار الحزب: المطرقة والمنجل محاط بـ10 رايات حمر، كتعبير عن تضامن العمال والفلاحين ووقوفهم وراء الحزب، وفي الطابقين الثاني والثالث بالقاعة علقت شعارات تنادي بـ"رفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، وتطبيق أفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو شامل، والكفاح من أجل بناء دولة اشتراكية حديثة ودفع عملية النهضة العظيمة للأمة الصينية من كافة النواحي".
واهتمام العالم بهذا المؤتمر ليس مصادفة. فهو الهيئة الحاكمة العليا للحزب، الذي يقوم خلاله حوالي 2.3 ألف مندوب حزبي بالموافقة على تشكيل اللجنة المركزية، التي تنتخب من بين أعضائها 25 شخص لعضوية المكتب السياسي و7 أشخاص للجنة الدائمة لهذا المكتب، الذين سوف يتخذون القرارات السياسية المهمة في الصين. وعلى هذا الأساس، فإن المؤتمر من حيث الجوهر يحدد حكام البلاد خلال الخمسة أعوام القادمة. وهي الفترة التي تفصل المؤتمر الوطني عن المؤتمر الذي سوف يأتي بعده.
ومن الواضح، إن عملية الإعداد لهذا المؤتمر الناجح قد استغرقت وقتاً طويلاً لرص صفوف الأمة الصينية لمواجهة التطورات الخطيرة. فالصين، بعد معركتها الشرسة مع كوفيد-19، الذي أثر على الاقتصاد والمجتمع، سوف تفتح أبوابها التي أغلقتها كل هذه الفترة، بعد الانتصار الذي حققته على هذه الجائحة، حيث تعتبر الصين من بين أفضل الدول التي تصدت لها، هذا إذا لم تكن أفضلها على الإطلاق. فهذا النجاح سوف يمكن الصين من التفرغ أكثر، والتركيز على المحيط العالمي المتغير، الذي يحمل في طياته الكثير من التحديات، التي إذا لم تكن أخطر من كوفيد-19، فإنها لا تقل عنها. فالصين تشعر أنها مستهدفة. وهي ليست الوحيدة التي تعتقد ذلك.
أن النجاح له ثمنه أيضاً، ولذلك تدفع الصين ثمن ما حققته من تقدم في كافة المجالات الاقتصادية، وعلى رأسها مكافحة الفقر الذي تمكنت من التغلب عليه، وكذلك في المجال العلمي والتقني والعسكري- الأمر الذي حولها إلى دولة منافسة قوية للولايات المتحدة. فهي بعد أن تخطت اقتصادياً ألمانيا واليابان في النصف الثاني من العقد الأول للألفية الجديدة، صارت تقترب من التفوق على الولايات المتحدة، حيث ترشحها العديد من التوقعات للتحول إلى أكبر اقتصاد في العالم في نهاية هذا العقد. ولهذا، فإن الطرف الذي تنافسه الصين لن يقف مكتوف الأيدي ويسلم مفاتيح زعامة العالم على طبق من فضة.
وجاءت الأزمة الأوكرانية لتسرع من هذا التحول، فربما يصبح الاقتصاد الصيني أكبر اقتصاد في العالم خلال الفترة الواقعة بين (2025-2027). ولهذا، فإن الفترة القادمة سوف تشهد الكثير من الأحداث المرتبطة بإعاقة هذا التحول، أو على الأقل تأخيره إلى أطول فترة ممكنة.




http://www.alriyadh.com/1978549]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]