واليكم متابعت الموووووووووووضوووووووووو ع
لماذا اختلف (حزام) أبو دهمان الفرنسي عن العربي¿
![]()
ثار من جديد في نادي القصة بجدة السؤال القديم / الجديد الذي شهد جدلا واسعا منذ فترة حول الالتباس ما بين الكتابة الروائية وما بين الكتابة السيرية الذاتية. أثار طرح السؤال الدكتور أبوبكر باقادر وهو يقدم قراءة عميقة في الجلسة الأخيرة الأربعاء الماضي لمنتدى النادي حول الرواية في السعودية عن رواية (الحزام) لأحمد أبو دهمان المكتوبة باللغة الفرنسية والتي قام الكاتب نفسه بترجمتها للعربية فيما بعد. وقدم د. عبد الله الغامدي ورقة أخرى موازية ذكر فيها (أن بين أيدينا روايتين لأبي دهمان¡ ساعد على نشرهما وترجمتهما ما أقيم للكاتب من ندوات عبر السفارات والقنصليات الفرنسية لتخلقا أسطورة أكثر مما تحتمله الرواية نفسها).
انتهج باقادر في قراءته منهج القراءة الاجتماعية بحكم تخصصه في علم الاجتماع وقال بأن الرواية تدور حول البطل الكاتب (أبو دهمان) والبطل الرمز (حزام) والبطل المجسد للواقع (أب أحمد أبو دهمان). إذ رأى أن في محور البطل الكاتب ثم سيرة محققة لذاتها وطقوس العبور لتأكيد أسطورة الأنا إضافة إلى أن الغائب المجسد للرمز الواقعي هو (القرية) من حيث تركيبة الأسرة التي تتداخل فيها الأدوار والوظائف والارتباط بالأرض وقيم العمل وقيم القرية التقليدية والبراءة والكرامة¡ ورغبة البطل في إعادة الإنتاج وإعلان فجر جديد وحياة جديدة. وأشار باقادر وهو يتحدث باستفاضة إلى غرابة أطوار البطل الرمز وما تميز به من نبل المقاصد واحترام الآخرين رغم السفه¡ مبينا أن هزيمته هي هزيمة أسلوب حياة . وتطرق باقادر إلى ما تطرحه الرواية من رؤيتين واحدة تجاه القرية وأخرى تجاه المدينة ذاكرا أن الرواية قدمت القرية بكونها المثل والقيم والتقاليد والبساطة مع العزة والكرامة¡ والقرية هي المرأة¡ البراءة والعلاقات الرفيعة¡ وبالمقابل بدت المدينة ممثلة للنفعية والمادة والقوة والتعقيد واللاتجانس والغرائب كما أن المدينة كلها جسد وإغراء وإغواء¡ وأخلاق أهل المدينة تقوم على علاقة حسابية راشدة¡ بينما هي ذات جذور حميمة¡ وتبرز الفردية في المدينة بينما تبرز القرية الانغماس في القطيع وتجسيد الأنا المشتركة¡ ويكون الإيثار هو محور أخلاق القرية حتى لو كان ذلك على حساب الذات بينما المصلحة والنفعية هي عنوان المدينة.
وبعد ذلك أعاد باقادر طرح السؤال الذي ظل يشغل المشهد الإبداعي منذ تتالي الأعمال الروائية محددا (هل الحزام سيرة ذاتية أم خواطر وحكم¡ أم هي رواية كما يعلن غلافها ومن ثم بأي معنى¿). ثم توغل في أسئلته مضيفا (كيف هي نص مكتوب لقارئ فرنسي بينما هي تعني إنسانا في قرية لم تعد موجودة¿ وهل هي نص شاعري أم وصية لأطفال المؤلف المبدع¿ وهل هذا يشكل تداخل تعدد واقعية العوالم التي تحدث عنها شوتس¿ هل نص الرواية يتحول إلى قصيدة عشق تشكل نوعا من جغرافيا الذاكرة المبددة¡ وهل النص المجذوب إلى الشعرية يولد إمكانيات أم أمنيات¿). وعقب طرح هذه الأسئلة وغيرها توصل باقادر إلى القول بأن العمل (سيرة متشظية لا ترى فيما تبقى من مرايا مهشمة سوى ذاتها في قرية كان يمكن أن يكون نكد وعوز أهلها حافزا لإبراز ملحمة عمل الإنسان من أجل التأكيد على قدرته على صنع مستقبله). وأعقب قراءة باقادر قراءة الدكتور عبد الله الغامدي (من قسم اللغة الفرنسية بجامعة الملك عبد العزيز) الذي ذكر أن معظم الروايات العربية المكتوبة باللغة الفرنسية تعتمد على تعدد المشاهد التي ترحل بالمشاعر والخيال للقارئ الفرنكفوني دونما تحديد للتقنيات أو لذائقة اللغة المكتوبة أو المنقولة إليها¡ حاملة معها إرثا وصورا من البلاد المنقولة عنها إلى عوالم أخرى غريبة. وتطرق الغامدي لعقد مقارنة بين النص الأصلي في لغته الفرنسية والنص المترجم للعربية مستشهدا بما سماه (مقاطع مشوهة ومختارة من العمل)¡ مضيفا (أن الرواية تحمل تعابير كثيرة لا تنسجم مع العقلية الفرنسية بل لا تفهم إن لم تترجم أو يشرح المقصود منها للقارئ). كما أن الكاتب أضاف بابا للنص العربي بعنوان (تراحيب) ترحيبا بالقراء العرب. وختم الغامدي ورقته بقوله (نتفهم لم سكت الكاتب عند تغنيه بالعربية عن مكتوب ونطق بمسكوت بدلا عنه وأفصح بلغة الفرنجة عن مبطن).
تحيااااااااااااااتي
جنوووووووووبي