هل ستسمحون بالخمور في بلادكم إذا استضفتم فعاليات رياضية كبرى مثل كأس العالم، أكثر الأسئلة تم تداولها وكانت من ضمن حوار قناة CNN مع سمو وزير الرياضة، البحث عن المحظورات في البلدان وطرحها كأسئلة، نوع من الأسلوب الإعلامي الغربي، البلدان التي ينظرون لها كعالم ثانٍ فاقد للكثير من الحريات.
كان في السابق موضوع المرأة وقيادتها السيارة والسينما، أكثر المواضيع التي يتعامل فيها كأسئلة رئيسية عند لقاء أي مسؤول لدينا، هي تقريباً أسئلة طبيعية ولكن هي لا تحتمل أن تكون المحور الرئيسي للحوار، ولكن كون الإعلام يعتمد على الإثارة، فلابد من هذه الأسئلة، التي -ولله الحمد- تجاوزناها، ولكن هل السؤال عن الخمور هو سؤال محرج، أو عائق لاستضافة أي حدث، منطقياً بطبيعة الحال لا، فلو تابعنا التجربة القطرية في كأس العالم رغم أن الخمور مسموح بها، نجد أن الأمر عادي وليس معضلة أو سؤالاً محرجاً، كون لكل دولة معتقدات يتم احترامها والالتزام بها، ولكن هل استطعنا تجاوز مثل هذا السؤال وقدمنا صورة أخرى عن بلادنا في المحفل العالمي المهم الذي نعيش تفاصيله حالياً من الدوحة؟
لنكن واقعيين، إعلامياً كنا بعيدين، لم نكن متواجدين بصورة ملفتة إلا لمدة أيام محدودة بعد الفوز المهم على الأرجنتين، وبعد ذلك ضعف تواجدنا وحضورنا، وهذه حقيقة، أثناء السفر للدوحة تفاجأت بعدد كبير من رؤساء الأندية السعودية الكبرى ونوابهم وأعداد كبير ممن يطلق عليهم المشاهير وإعلاميين رياضيين قدماء وجدد، آلاف من الحضور ذهابهم (محفولين مكفولين)، نعم هناك عدد محدود من اللاعبين القدماء والمخضرمين يستحقون الدعوة كتكريم لهم، ولكن البقية الكبيرة التي تم التكفل بها وكان المسألة نظام شرهات، بمحفل مهم كان لابد من استغلاله.
الفعاليات التي كانت تقام هناك إذا افترضنا أنها ثقافية كانت تقام لنا وبحضورنا كسعوديين، تخيلوا مع احترامي، كيف يكون حضور مغنية شعبية للغناء للمشجعين السعوديين، ونتوقع أننا نقدم ثقافتنا للعالم الآخر.
حقيقة لم يكن حضورنا الثقافي وهو الأهم بمستوى الحدث، ما يحدث يحتاج لترتيب يتناسب مع إطلالتنا العالمية إعلامياً، كنا موجودين بالكم وغائبين للأسف بالكيف، كنت أتمنى أن يكون الحضور السعودي على سبيل المثال ثقافياً بنشر جزء من تراثنا الخاص بالأزياء كما يحدث في سباق السعودية ويوم التأسيس ويكون هذا الأمر رسالة ثقافية للعالم، والحال مع تسويق مشروعنا التنموي المتمثل بنيوم وغيرها من مشاريع المستقبل، بدلاً من تصريحات إعلامية مرتبكة لمسؤولين كبار لا تقدم ولا تؤخر.
الحضور السعودي في المحافل العالمية يحتاج لتنظيم يليق بالمرحلة الكبرى التي نعيشها، لابد أن يكون الحضور لأي محفل شاملاً وليس مخصصاً لجهة معينة، الإعلام الرسمي وأكرر الرسمي لابد أن يكون الأهم وهو الذي يقود المشهد بدلاً من فقاعات الصابون.
http://www.alriyadh.com/1986142]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]