قد يكون إلباس ميسي البشت هي الدعوة الناجحة إلى إسلامه، أو حياده، وهي الرابط المعرّف عن ثقافة المجتمع العربي لدى كثير من جماهير ومحبي هذا اللاعب، وإذا استغلّت استغلالاً صحيحًا، فستكون باباً للتجارة يكون فيه «البشت» هو المسيطر على تجارة الأقمشة إلى بلاد الغرب..
لم يكن «بشت ميسي» مجرد هدية تعبيرية تناسب الحدث بفوزه وفوز الأرجنتين ببطولة كأس العالم لكرة القدم، بل كان عنوانًا جديدًا لكتابة تاريخ علاقات جديدة بين شعوب العالم يمثل فيها «الإسلام والعروبة» الواجهة الحقيقية لصناعة لحظات الفرح والسعادة المشتركة لدى الشعوب.
في أثناء المونديال وقبله قد لا نكون رأينا العوائق المفتعلة مِن قبل من لا يريد أن تظهر الشعوب العربية وحكوماتها بمظهر القادر على ترتيب وتنظيم مثل هذه الفعاليات الكبيرة، ولكننا لمسنا من هنا وهناك ما يشير إلى ذلك، مع أن الشعوب العربية وحكوماتها أكبر وأقدر على ما هو أكبر من ذلك بكثير، والعرب والخليج خاصة هم الرقم الأكبر من بين تلك الأرقام التي يسير عليها نظام العالم واقتصاده وحضارته، وقد لا يسعفنا المقال لذكر بعض ما سطره التاريخ باسم العرب والمسلمين، فلا زالت وإلى يومنا هذا أسماء عربية ومسلمة ترفع في أكبر المحافل، وتذكر في أعرق المعاقل العلمية، وقبل هذا وذاك فقد رفعت الشعوب اسم «محمد رسول الله» - صلى الله عليه وسلم - على مدار ألفٍ وأربع مئة سنة، وسيرفع عاليًا إلى أن تقوم الساعة، وما نحن إلا أتباع ذلك المعلم الكبير المرسل من عند الله رحمة للعالمين - صلى الله عليه وسلم -.
قد يرى بعضهم أنه ليس من المناسب أن أذكّر بتاريخ العرب والمسلمين مقابل حدث رياضي ولهو وأشياء قد تُنقد، ولكنها تغمر في النجاح الكبير الذي حققه المونديال في إبراز النجاح العربي والإسلامي في مواكبة الحاضر، فأقول غير صحيح هذا النقد، فنبينا - صلى الله عليه وسلم - ورد عنه الكثير والكثير من الأحاديث التي فيها إباحة اللهو والترويح عن النفس، ولا يسع تلك المأثورات مقال، ولكن، مهما نقلتَ ورويتَ فلا يزال هناك أناس لا يرتضون إظهار الصورة الجميلة من الإسلام ظنًّا منهم أن ذلك انحلالاً وخروجًا عن الهدي النبوي، ولا يعني ذلك إقرارنا لأي محظورات قد تحصل أثناء أي حدث عالمي، بل دائمًا ما نقول الأخطاء المرافقة للهو الناس ومباحاتهم تناقش بمفردها وعظيًا بما لا يكون عائقًا أمام إظهار الإسلام والمسلمين والعرب بالصورة الجمالية التي كان عليها الأوائل.
وقد جرت عادة العرب على خلع ما يلبسه أحدهم وإلباسه المبدع شاعرًا كان أو فارسًا أو غير ذلك، وهذا كتشجيع أولًا، ثم إضفاء على هذا الإبداع وسم العروبة والكرم والإعجاب، ومن ذلك ما يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع كعب بن زهير - رضي الله عنـه - فقد كان آذى النبي - صلى الله عليه وسلم - بشعره وهجاه، فجاءه معتذرًا تائبًا وألقى بين يديه لاميته المشهورة:
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
فألبسه بردته - صلى الله عليه وسلم - كما يروي أهل السير، فكانت شرفًا على كعب بن زهير - رضي الله عنـه -، توارثها أحفاده، وتوارثها الأدباء والشعراء في محافلهم إلى يومنا هذا.
قد يكون إلباس ميسي البشت هي الدعوة الناجحة إلى إسلامه، أو حياده، وهي الرابط المعرف عن ثقافة المجتمع العربي لدى كثير من جماهير ومحبي هذا اللاعب، وإذا استغلّت استغلالاً صحيحًا، فستكون باباً للتجارة يكون فيه «البشت» هو المسيطر على تجارة الأقمشة إلى بلاد الغرب، وأيضًا سيكون مادة إعلانية عالمية تعرف العالم عن العرب والمسلمين وعاداتهم، وتوضح معنى إلباس الأمير تميم «البشت» على ظهر ميسي، فقد نكون نحن العرب والمسلمين نعرف وندرك معنى ذلك، ولكنها في بلاد الغرب تحتاج إلى أدبيات بلغتهم لترسخ في أذهانهم العلاقة بين عادات وتقاليد العرب والمسلمين، وبين لحظة تتويج ميسي بكأس العالم وهو يرتدي البشت العربي.. هذا، والله من وراء القصد.




http://www.alriyadh.com/1989132]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]