اليوم استخدام المؤثرات العقلية كـ"هروب" من الألم لن ينجح أبدًا مهما كانت المبررات، وسيكون هناك دائمًا وقت يترك فيه الشخص بمفرده في هاوية أفكاره وسيظهر الألم مرة أخرى ولكن بدون حل وأكثر تعقيداً.
اليوم جميع المواد المخدرة هي في الواقع مسكنات للألم بمفهومه النفسي وغير النفسي، وعندما تستخدم، فإنه في الواقع محاولة للتعامل مع آلامنا، الإدمان هو أكثر بكثير من مجرد آليات لقضاء وقت الفراغ، فهو من أشكال الهروب، وكما يقال "الإدمان يبدأ بالألم وينتهي بالألم"، هذا صحيح تماماً. عندما يشعر البشر بالعجز، فإنهم سوف يمسكون بأي شيء مادي للتخفيف أو "الهروب" من الألم.. قتال.. هروب... يمكن أن تؤدي لحظات العجز هذه بسرعة إلى الإفراط في تعاطي المخدرات والكحول والطعام والتبغ والجنس الإباحي والعمل وحتى مواقع الألعاب والتواصل الاجتماعي.
اليوم هناك نوعان من المصادر الرئيسة للتحفيز مع تعاطي المؤثرات العقلية: الأول؛ هو المتعة التي تجعل الشخص مدمن مخدرات في المقام الأول، والثاني؛ بعد فترة يصبح نظام الدماغ في حالة من الصراع والفوضى لدرجة تجعل الشخص يأخذ الدواء للعودة بالدماغ إلى حالته الطبيعية. وفي الواقع وفي مثل هذه الحالة فالمدمن لا يحاول الحصول على بعض المتعة الإضافية، ولكنه يحاول فقط أن يشعر بأنه طبيعي ويتجنب الشعور بالمزيد من السوء. ولذلك فإن نفس منطقة الدماغ المسؤولة عن جعل الشخص يشعر بالرضا والسعادة هي في الوقت نفسه من تجعله يشعر بالسوء ومن ثم يدخل عالم الإدمان للعودة إلى السعادة المفقودة.
اليوم يبدأ كل متعاطٍ للمؤثرات العقلية كمستخدم عرضي ثم ينتقل إلى مستخدم قهري لا يستطيع أن يتحكم في التعاطي، فمجرد عبور الشخص لهذا الخط غير المحدد، هناك تغيير في الدماغ لا يمكن عكسها بسهولة للعودة إلى نقطة الصفر.. والنتيجة النهائية لهذه العملية هي أن الفرد يبدأ في الانخراط في تعاطي المخدرات القهري.
اليوم عندما تسأل المتعاطي، ماذا قدم لك التعاطي؟ ما الذي أعجبك فيها؟ ما الذي أعطاك على المدى القصير لدرجة أنك كنت تتوق إليه أو تحبه كثيرًا؟ سنجد، أن الإجابات هي: "لقد ساعدني على الهروب من الألم العاطفي... ساعدني في التعامل مع التوتر... أعطتني راحة البال... الشعور بالارتباط بالآخرين... الشعور بالسيطرة...". توضح هذه الإجابات أن الإدمان ليس خيارًا ولا مرضًا، ولكنه ينشأ من محاولة الإنسان اليائسة لحل مشكلة الألم العاطفي، والتوتر الشديد، وفقدان الاتصال، وفقدان السيطرة، والانزعاج العميق مع الذات. وباختصار، إنها محاولة يائسة لحل مشكلة الألم البشري، ومن هنا: "السؤال ليس لماذا الإدمان، ولكن لماذا الألم؟ وكيف نوجهه؟".




http://www.alriyadh.com/2009765]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]