في وقت يربط الناس مفاهيم القربى بأذهانهم بهذا البيت الشهير:
وظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ
وتواترت الأفهام على البغض والأسقام في كل ما يرتبط بمفاهيم العائلة والترابط وصلة الرحم، ألقي النظر اليوم على نماذج سعودية ناجحة في تغيير وتعديل هذه الأفكار الاجتماعية، وكانت المرة الأولى التي أشاهد واستأنس بفكرة الصندوق العائلي أو صندوق الأسرة في 2010 لأسرة نجدية عريقة (سأتجنب ذكر الأسماء لأغراض مهنية بحتة) وكانت ممارسات هذه الصندوق خارج الصندوق بالفعل فهم يقدمون الدعم للطلبة المتفوقين، ودعما للمقبلين على الزواج من الجنسين، سد ديون المستضعفين، وإقامة اجتماعات سنوية ليتعرف أطفال هذه الأسر ويجتمع شبابها بعيدا عن النعرات وبعيدا عن جمع الديات واستنزاف كيانات العوائل والقبائل في ممارسات فردية مهلكة.
وكعادة المملكة تتفوق في كل شأن، وجدت أنه بالفعل توجد تنظيمات متميزة لهذه الصناديق بل لوائح وأنظمة وتصاريح لا تستغرق أكثر من شهر وتوضع لهم خطوط حمراء أهمها عدم تسيير تبرعات خارجية وفصل إيرادات الصناديق عن الزكاة، وقد سبق أن دعت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الراغبين في تأسيس الصناديق العائلية لتنظيم الأمور المتعلقة بهم، فيما وضعت لائحة قواعد الصناديق العائلية 4 شروط لطالبي التأسيس، وهي (أن يكون سعودي الجنسية، وألا يقل عمره عن ثمانية عشر عامًا، وأن يكون كامل الأهلية، وأن ينتسب للشخص الذي باسمه الصندوق) ويمكن التقدم للمركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي للحصول على التراخيص اللازمة.
بل سعت الكثير من إمارات المناطق لتعزيز هذه الممارسات الاجتماعية التي تزيد لحمة المجتمع وتقوي أواصره وتشد من أزر الأفراد، كان آخرها مبادرة لإمارة منطقة الجوف التي كانت برعاية من سمو الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف ومشاركة 233 من المهتمين بغرض تمكين القطاع غير الربحي، وأجد أن إقبال المجتمع على هذا النوع من الروابط الأسرية دلالة خيرية لا تنتهي في أبناء وبنات هذا الوطن الكريم، وقد وضعت الوزارة قواعد ومواد تنظيمية معلنة مكونة من 35 مادة، وعبر رابط فقط تستطيع تقديم طلبك وهو جانب أيضا متميز "أتمتة العمل الخيري" بصمة سعودية خضراء نعتز بها.
أخيرا، فإن الاستقرار الاجتماعي لا يحدث عبر الأمنيات والأحلام الوردية، النجاح في الزواج والعلاقات الأسرية يحتاج "خطة عمل" وعقلانية والكثير من الرحمة والحب، إن إعادة القراءة في مفاهيم الصناديق يحتاج أن يتزامن معه الترويج الإيجابي لقيم الاجتماع والتجمع ونبذ الفرقة، فالأسرة المتحابة هي بالغالب أسرة منتجة، والأسر المتوائمة هي مجتمعات متميزة. في نهاية العام لا تتردد بأن تضع هذه القيم في مهامك للعام القادم 2024، وأن تجدد روابط المحبة مع محيطك، وأن تدرك حجم تأثيرك فأنت الأساس ومنك يحدث التغيير الاجتماعي المنشود، دمتم بمحبة ووفاء.
http://www.alriyadh.com/2049740]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]