مع كل إنتاج سينمائي سعودي نجد أنفسنا أمام مقولة إننا «بلد فقير سينمائياً، غني نقدياً»، فرغم الاجتهادات السينمائية بما يعُرف بجيل السينما السعودية، إلا أن متابعة هذه الإنتاجات كبيرة جدا ولا نجده حتى بالبلدان التي سبقتنا بهذا المجال من مئات السنين، الكل لدينا ناقد، الكل يدلي بدلوه، وهنا ليست الإشكالية الكبرى، لأن الحرية هنا مطلقة، ولكن التفرد بالرأي والمكابرة به وإلغاء الآخرين هي المشكلة التي نعاني منها، وهذا للأسف في جميع المجالات لدينا، ولكن يصبح الأمر غير صحي إذا كان بالمجالات الإبداعية كالفنون.!
في السابق قبل أن تظهر ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، كان هناك عمل إبداعي ونقاد، يختلف هؤلاء النقاد أو يتفقون، ولكن النتيجة في صالح المشاهد والعمل بصورة عامة، وهذا الأمر كان ينطبق أيضا بمجال كرة القدم، التي تتشابه في ظروف فوضى النقد التي نعيشها، لذلك لا نستغرب أن الرابح الأكبر بالوقت الحالي هو الفيلم السينمائي وسينجح للأسف، حتى ولو كان سخيفا أو فقيرا فنيا أو إنتاجيا أو وصلنا لأمر الفقر الأخلاقي، وهذه إشكالية كبرى انتشرت بشكل كبير خصوصا من ناحية الألفاظ الشوارعية غير المألوفة التي أصبحت ركيزة أساسية في الكثير من الأفلام السعودية وكأن المقصود التعبير عن الحرية وملامسة الواقع الاجتماعي.
الفقر السينمائي الذي نعيشه طبيعي خلال هذه الفترة والسنوات القادمة، كوننا في مجتمع كان يعتبر وما زال البعض أن السينما والفنون بصورة عامة جريمة، أو بالمعنى الشعبي من العيوب الكبرى.
ولكن هل النقد الذي نعيشه من كل من هب ودب ولديه حساب بالتواصل الاجتماعي، أمر طبيعي وصحي ويخدم الفنون التي تعتبر من الأمور الإبداعية، ما يحدث أمر خطير، تأثيره على مفهوم السينما السعودية الجديدة كبير من الناحية السلبية، سيعطينا منتج أفلام وممثلين غير مبالين أو غير محترمين لأي انتقاد، لأن الفوضى تقتل الإبداع وتظهر البعض وكأنه مبدع لا يمكن حتى الحديث عنه بإيجاب أو سلبية، وهذه الفوضى لمستها بصورة كبيرة مع الأفلام السعودية الأخيرة التي تُعد على أصابع اليد الواحدة.
المعايير الأخلاقية واحترام الألفاظ والمصطلحات أمر يجب أن لا نتغافل عنه أو نتجاهله، السينما عمل إبداعي بالفكرة والإخراج والتمثيل، وليس الأمر ألفاظا «شوارعية» أو بمعنى أعمق «قلة أدب» يعتقد البعض أنه قريب من المجتمع بإدخاله لها داخل الفيلم، وبدون مبالغة أصبحت «ظاهرة» تحتاج لمعالجتها على مستوى وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، لأن السينما السعودية التي نطمح لها أكبر ونقول بلغة السينمائين السعوديين الجدد، أرجوكم «بلا قلة أدب».!




http://www.alriyadh.com/2054118]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]