من جديد، تمارس معظم البرامج الرياضية الحوارية على المنصات التلفزيونية دوراً سلبياً قبل الدخول في معترك قاري مهم، إذ يجتر بعضهم أحداثاً ماضية لها سياقاتها وظروفها، ويمارس البعض الآخر الضغط السلبي على المنتخب السعودي الذي سيخوض أولى مبارياته في الدوحة باحثاً عن استعادة ولو جزء من مجده الآسيوي.
أن تتم استضافة المدرب فينغادا أو غيره فهو أمر طبيعي ومنطقي للحديث عن الأحداث والظروف التي قادت لتحقيق منجز معين، لكن ما لا يمكن فهمه هو تسخير برنامج متكامل للتأليب على طريقة العمل في المنتخب، والإيحاء بأن كل ما يحدث داخل معسكر "الأخضر" هو بسبب التدخلات الإدارية والتي تشي بإساءة مبطنة لأحد رموز الرياضة السعودية الأمير سلطان بن فهد الذي في عهده سواء نائباً لرئيس اتحاد الكرة أو رئيساً للاتحاد عانقت الكرة السعودية المجد الخليجي والعربي والآسيوي والعالمي، حتى وإن شابها ما شابها من إخفاقات.
اجترار الحديث عن التدخلات الإدارية وفرض أسماء بعينها فتحت الباب لتفسير كل قرار فني باعتباره نتيجة لتدخلات أو ضغوطات إدارية من قبل صانعي القرار في اتحاد الكرة، وإن كانت تلك التدخلات قادت لتلك المنجزات العظيمة فأهلا بأية تدخلات أو ضغوطات تقود لمنجز وانتصار.
أما أن يتم تصوير تاريخ المنتخب السعودي المشرف في عقد التسعينات من القرن الماضي بأن العمل فيه كان يتم بصورة عشوائية، فلا يُفهم منه إلا أنه محاولة لتصفية حسابات أو إسقاط على شخصيات صنعت مجداً خالداً لا يُنسى.
تركزت معظم الأحداث على محاولة تصوير مشاركة أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر بأنها عن قناعة إدارية لا فنية، بينما الأرقام والمنجزات تقف بصف قرار مشاركته بغض النظر عن صاحب القرار، فالجابر هو هداف المنتخب التاريخي في نهائيات كأس العالم وتساوى معه النجم سالم الدوسري، والجابر هو الهداف التاريخي للمنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم، وهو أيضاً الهداف التاريخي للمنتخب السعودي في كأس آسيا بالمشاركة مع ياسر القحطاني.
في المقابل فإن نفس الأسماء التي لطالما بحثت عن أي تصريح يخدم أجندتها لا تنبس ببنت شفة عن تصريح النجم الكبير ماجد عبدالله ودوره شخصياً في اختيار فهد الهريفي بدلاً من يوسف الثنيان في مونديال 94 في أميركا، ما يمثل ازدواجية في المعايير، إذ يعتبرون التدخل في الاستعانة بالجابر حراماً، فيما لا مشكلة في التدخل باستدعاء الهريفي، وكلاهما نجمان كبيران وأثبتت مشاركاتهما أن اختيارهما صحيح، وإن كانت عبر التدخلات الإدارية، فأهلاً بالتدخلات التي ستقود لمنجزات تلوي أعناق العالم ونتسيد بها القارة الآسيوية.
1
http://www.alriyadh.com/2054137]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]