بالعودة إلى تاريخ إنشاء وزارة الثقافة ككيان مؤسسي مستقل، وباستذكار سريع لاستراتيجيتها يبرز أمامنا توجّه واضح بأن الثقافة كجزء رئيس وأساسي من التحول الوطني الطموح الذي تسير عليه بلادنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-، جاءت كلمة سمو وزير الثقافة واضحة ومستلهمة نص رؤية المملكة 2030 بأن الثقافة «من مقوّمات جودة الحياة»، كما تشدد على أن المملكة بحاجة إلى زيادة نشاطها الثقافي، ومهمتنا في الوزارة تتمثل في البناء على هذا العمل والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
اليوم تشهد ثقافتنا السعودية حراكاً على كل مستوى، وباتت فعلاً حضارياً يحقق جودة الحياة ويجعل من الثقافة نمطاً وسلوك حياة. لا يقف الأمر عند هذا الحد؛ بل إن العناية والحفاوة بالموروث باتتا ملمحان بارزان؛ ولا غرابة في ذلك، فنحن نملك موروثاً عظيماً وغنى فريداً في تقاليدنا العريقة والمتنوعة التي تتوزّع على مناطق المملكة؛ وهذا التنوّع أكسبنا مشهداً حضارياً وبصرياً وجمالياً لا يوجد في غير بلادنا، الأمر الذي ضاعف من المبادرات والبرامج والتمكين على كل مستوى للحفاظ على هذا الموروث وإبرازه للعالم، وسرد قصّة حضارتنا التي تضرب بجذورها في أعماق الأصالة والتاريخ.
وبالأمس ابتهجنا بالموافقة من مجلس الوزراء على أن يكون عام 2024 عاماً للإبل؛ احتفاء بتراثنا وأصالتنا وعمق هذا التراث، واليوم نشهد مشروعات ومبادرات تسير في الاتجاه ذاته، وهو أمر مبهج ويؤكد مضيّنا في حفظ كنوزنا التراثية باختلافها وتنوعها؛ وقبلها احتفلنا واحتفينا بعام للقهوة العربية.
كل هذه المناشط والمبادرات -على اختلافها- تبعث الطمأنينة على أننا ماضون بذات الشغف والدأب والأهمية في صون تراثنا وتقديمه بشكل يليق، وبما يعكس قيمته وترسيخه لقيم الأصالة والجمال، وبما يعزز دور الثقافة كحاضنة للإبداع، وكذلك المبدعين، على اعتبار أن الثقافة هي أحد المرتكزات التي تضعها قيادتنا الحكيمة في قلب اهتمامها؛ سيما وأن المملكة العربية السعودية تحفل بتاريخ حضاري عريق، فهي ملتقى لطرق التجارة واحتضنت القصص التاريخية وأعظم الديانات، وإليها تهفو قلوب العالم بأسره.
http://www.alriyadh.com/2054468]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]