أمامي الآن التقرير الصادر عن بنك «غولدمان ساكس»، والذي يتناول التغيرات التي طرأت وسوف تطرأ على قائمة أكبر اقتصادات العالم ابتداء من عام 1980 وحتى عام 2075، فخلال هذه الفترة سوف تطرأ تغيرات كبيرة على مصفوفة الاقتصادات الكبرى في العالم، ولذلك، فإن الفترة الواقعة بين 2022 وحتى 2075 تهمنا أكثر، باعتبارها توقعات لما سوف يحدث في المستقبل.
إن المحطة الزمنية التالية، في هذا التقرير، بعد عام 2022 هي عام 2050، حيث من المتوقع أن يتربع الاقتصاد الصيني على قائمة أكبر اقتصادات العالم، يليه الاقتصاد الأمريكي ومن ثم الهند وإندونيسيا، وألمانيا، كأكبر 5 اقتصادات في العالم. أي أن هناك دولتين من الغرب، و3 دول كبرى من آسيا. أما في عام 2075، فإنه من المتوقع أن تتبادل الولايات المتحدة والهند المواقع فيما بينهما، فتصبح الأولى ثالث أكبر اقتصاد في العالم والثانية ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الصين، وسوف تحافظ إندونيسيا على موقعها، تأتي بعدها نيجيريا التي سوف تصبح خامس أكبر اقتصاد في العالم.
وهذا إذا تحقق، فإنه سوف يعني أن هناك تغيرات كبيرة سوف تطرأ على مصفوفة «صفائح» الدول العظمى في العالم. فمثلما نعلم، فإن زعامة العالم وعلى امتداد أكثر من 500 عاماً، أي على مدى 5 قرون، كانت حصرا على دول الغرب، في حين أنه ضمن 5 أكبر اقتصادات في العالم عام 2075 لم يتبق منها غير الولايات المتحدة، بينما بقية الدول الأربع الكبرى هم من آسيا وأفريقيا.
إن أصحاب الاقتصادات الكبرى عام 2075، هم من سوف يتبوؤون مراكز الزعامة في العالم، وهذا يعني من ضمن ما يعني أن القانوني الدولي الذي سوف يكون موجود عام 2075، سوف يختلف عما ما هو موجود في الوقت الراهن، فالقانون الدولي المعمول به الآن يراعي مصالح الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وبشكل أكبر التغيرات التي طرأت على موازين القوى بعد انتهاء الحرب الباردة عام 1991. ولذلك، فإن القانون الدولي عام 2075 سوف تتم صياغته ليلبي مصالح الصين والهند والولايات المتحدة وإندونيسيا ونيجيريا بالدرجة الأولى باعتبارها الدول العظمى في العالم، وعلى هذا الأساس، فإن هيئة الأمم المتحدة سوف تحل محلها هيئة أخرى، بعد أن تصبح الأولى ومعها مجلس الأمن غير قادرين على معالجة أي قضية وفقاً لمصالح الدول العظمى الخمس الجديدة.
ولكن، هذا سوف يعني اشتداد المقاومة من قبل مجموعة الدول التي لا تزال كبرى حتى اليوم، ولذلك، فليس مستغرباً أن نسمع ارتفاع دق طبول الحرب في كل مكان، فالعالم القديم لا يرغب أن يسلم مفاتيح الزعامة إلى غيره بسلام.
http://www.alriyadh.com/2056101]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]