الكثير يعرف ويذكر بكل فخر ما قدمه الأستاذ سلمان الشبيب -رحمه الله- بإصدار مهم جدًا حيث أضاف للمكتبة العربية وبالذات في مجالها الدبلوماسي والسياسي بترجمته الأليقة الأنيقة من الفرنسية إلى العربية لكتاب الدبلوماسية الذي منذ صدوره لاقى انطباعات وأصداء متميزة من النخبويين، والمتخصصين، والمهتمين بمجال الدبلوماسية وممارستها..
للموت جلال أيها الراحلون، والكل من بعدكم بين آجال قد تطول وقد تقصر، وللفقد حكمة أيها الناظرون، وللصبر بشرى أيها الراجعون..
في زحام الحرف، وتراكم اللغة، وأصوات الآه، ورنين الدهشة توقف الكلام وتحرك الشجن وذابت النفس عند مواجهة محطات ثقيلة تعصف بقدراتنا الضئيلة أمام الحث، وتصهر عاطفتنا الرقيقة فتتدلى الأحاسيس من بين ضلوعنا وقلوبنا لنصمت بالرضا، ونضج بالحمد لله وحده.
ببالغ الحزن والأسى كان الخبر يغطي كل مساحات المشاعر والفكر حين سمعنا بوفاة الرجل الدبلوماسي والشخصية العميقة المثقفة عاشق التاريخ والمعرفة والشعر الموسوعي الأستاذ سلمان بن حمود الشبيب -رحمه الله- صاحب مكتبة اصدارات سابقا الذي وافته المنية خارج الوطن قبل أيام قليلة، فكان الخبر على محبيه ثقيلا عقلهم في سياج الفجأة، وقضبان التأثر، وزوايا التساؤل فدارت الصور في أذهان المحبين، وخواطر الأشجان، وتباريح التذكر فعند أهله وجمعه وأحبابه قابلوا هذا الحمل بالحمد والصبر على قضاء الله -عز وجل- فهم يدركون لا الدمع يكفكف آلام الرحيل، ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد، ولا التوقف عند محطات التشكي يجلب شيئا من السلوى، فالعزاء دوما يكمن في الرضا والصبر والتجلد عند المصاب، والتسليم بقدر الله وقضائه ثم في دعاء وسلوان المحبين والمعزين والذاكرين.
سلمان ذلك الابن لشخصية مرموقة ومميزة بالفكر والرقي والكرم والصيت الواسع هو ابن الشيخ حمود الشبيب -رحمه الله- الذي عرفت عنه من كبار ومراجع أسرتي فسمعنا عنه كل خير، وقصصا تروى عن حبه للوطن وتفانيه لمسؤوليته التي تحملها بإمارته للخرج فترة طويلة عرفه الناس هنا وهناك بكل ما يسر، كما عرف هذا الأب الكريم الشيخ حمود بأثرة نفسه تجاه الدرعية والحرص على شأنها وتاريخها وتفاصيلها، فكان الابن سر أبيه، فأخذ سلمان من سمات أبيه وطيبه وعلمه وفهمه وحبه للشعر والعلم والتاريخ، واتجه هذا الابن إلى الاجتهاد بصناعة المحتوى فيما ينفع الكثير، وقد لا أكون للأسف ذا صلة مباشرة بهذا الابن الكريم سلمان -رحمه الله- إلا ان الانتساب لنفس الأصل والامتداد العائلي وكذلك -وهو الأهم- صيت والده وما قدمه وأخوته كالدكتورة مشاعل الشبيب صاحبة المؤلفات التاريخية والأدبية عن الدرعية وفي مجال تخصصها جعل ذلك بالنسبة لي كافيا كي يبني في نسيج وجداني وانطباعاتي شعورا حقيقيا وصادقا بأن هناك على الطرف الآخر شخصا كسلمان توجب علينا ان نمنحه شيئا من الذكر كونه كان دوما شخصية مهنية صادقة مجدة في اداء واجبها، تستحق كل الاحترام.
والكثير يعرف ويذكر بكل فخر ما قدمه الأستاذ سلمان -رحمه الله- بإصدار مهم جدا حيث أضاف للمكتبة العربية وبالذات في مجالها الدبلوماسي والسياسي بترجمته الأليقة الأنيقة من الفرنسية إلى العربية لكتاب الدبلوماسية الذي منذ صدوره لاقى انطباعات واصداء متميزة من النخبويين، والمتخصصين، والمهتمين بمجال الدبلوماسية وممارستها.
ويبقى القول: لم تسعفني الايام لأتعرف على شخصية الأستاذ سلمان -رحمه الله- لكن إحساس أهله والمقربين ومحبيه بهذا الفقد الكبير، ولجلال قدر الأب والأسرة ومدى الارتباط والانتساب معهم، وبعد ان قرأت كلمات الرثاء التي سطرتها دموع أخوته وأهله وأبنائه والمتأثرين والأحباب، فكان ولعله عزاء ان امسك القلم لكتابة بعض المفردات والأحرف التي قد لا تطول شيئا يذكر أمام رجل المهنة والود والكرم والوفاء كما يحسبه محبوه والله حسيبه، فبعض السلوى بعد توفيق الله واللجوء إليه قد تكون في الذكر الطيب والحسن وأهم من ذلك الدعاء الكريم والقريب.. والمسلم لا يقول إلا ما يرضي الله عز وجل، فاسأل الله حسن العزاء وعظيم الأجر لأهله جميعا وان يجبر مصابهم ويرحم ميتهم رحمة واسعة ووالدينا وجميع موتى المسلمين.
http://www.alriyadh.com/2057256]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]