لا يختلف كثيرون عندما نقول إن التعليم من أهم مقومات الحياة الناجحة، ومن أكثر مسببات الرفاهية والحياة الآمنة المستقرة، وقبل ذلك أحد أركان التقدم في كل المجالات، بالتوازي مع الارتقاء بفكر وعقل الإنسان على هذا الكوكب، فالوصول إلى مرحلة المعرفة، وصول إلى مرحلة السعادة، التي تظل هدفاً أسمى تسعى إليه الأمم المتحضرة المتقدمة الواعية، والمقدرة لقيمة الإنسان الحقيقية، لأن الاستثمار فيه وعقله، أساس الحضارة في كل العصور، قديمها وحديثها، حاضرها ومستقبلها، كانت تلك مقدمة لأهداف أراها غاية في الأهمية، فقمة الذكاء أن نرى العالم بعيون مختلفة، وأن نجعل العالم ينظر إلينا بما نستحق وربما بعيوننا أحياناً.
إنها الصحة يا سادة صنوان التعليم والعمود الفقري له، فبدونها لا إنسان، وبدون العلم لا صحة تعالج العقول قبل القلوب والأجساد وبقية الأعضاء دون استثناء.
إنّ الصحة أغلى مورد للبشرية، لا تقدّر بثمن، وتناشدنا أن نستثمر فيها الاستثمار الذي تستحقه، لذا تظل دعوتي لكل مستثمر جاد أن يجعل المنظومة الصحية ضمن جزء من أولوياته، في ظل المناخ المناسب الذي هيأته المملكة للاستثمار والمستثمرين المحليين والإقليميين والعالميين، وإن كنت هنا أرى الاستثمار المحلي يبقى هدفاً لي، لثقتي الكبيرة في فهمهم للخريطة الاستثمارية السكانية وما تحتاجه، وما يمكن أن يقدم هو لها.
إن الاستثمار في القطاع الصحي فرصة حقيقية للجادين الباحثين عن الوجاهة والربح والتواجد في قلوب الناس، خاصة إذا وضعنا نماذج ناجحة أمام أعيننا، ليس من المستثمرين في هذا القطاع فحسب، بل في القامات العلمي التي يعج بها الوطن، فيجب الاستعانة بهذه النماذج التي حققت من النجاحات العلمية على الأصعدة كافة، ما يجعلها في دائرة الضوء.
من أهم النماذج التي أراها على الساحتين العلمية والاستثمارية الدكتور الخلوق محمد الفقيه، استشاري طب القلب الإنسان الراقي المتواضع، غزير العلم والثقافة، الذي قرر أن يستثمر في قطاع وهب نفسه له، وسخّر علمه لتقديم السعادة المتمثلة في ملامسة قلوب من يتعاملون معه، إنه نموذج علمي إنساني فريد، أراه مثلاً يجب أن يحتذى به، ولا أجد غضاضة أن يتم الاستلهام من تجربته، والاستعانة بأقرانه عند الاستثمار في قطاع الصحة، فأمامنا المثل والقدوة، وهنا لا أقصد الدكتور الفقيه فقط، بل كل عالم –وما أكثرهم على أرض المملكة- متفرد في مجاله، حتى يكون الاستثمار في الصحة على الطريق الذي نريده، ويكون رقماً فاعلاً في الاستثمار الإنساني.
كنت أود أن أفرد مقالاً لخطة استراتيجية لمنظمة الصحة العالمية أطلقتها تبدأ عام 2019 وتنتهي بنهاية العام المنصرم 2023م، أطلقت عليها برنامج العمل العام الثالث عشر، كان من أهدافها توفير الحماية الصحية لأكثر من مليار إنسان على وجه الأرض، من خلال التغطية والمتابعة الصحية الشاملة، وتوفير الحماية لمليار شخص آخر من مشكلات الطوارئ الصحية، وضمان تمتع مليار شخص ثالث بالصحة والسعادة، ولكن كيف يتحقق ذلك دون الدعوة للمستثمرين لضخ 14.4 مليار دولار لتحقيق تلك الأهداف، إضافة للقضاء على شلل الأطفال من العالم كله.
http://www.alriyadh.com/2058516]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]